حمدين صباحي
حمدين عبد العاطي صباحي، معروف باسم حمدين صباحي. من مواليد مدينة بلطيم في محافظة كفر الشيخ. بدأ مسيرته منذ أن كان طالباً في مدرسة الشهيد جلال الدسوقيالثانوية، حيث أسّـس رابطة الطلاب الناصرِيين وتولّـي موقع الأمين فيها. وعقب التحاقه بكلية الإعلام، ساهم مع رفاقه في تأسيس اتحاد أندية الفكر الناصري بجامعات مصر. كان مسؤولاً عن إصدار جريدة "الطلاب"، التي كانت صوتاً للطلاب الوطنيين والناصريين في الجامعة، وكانت واحدة من أهم أدوات الحركة الطلابية المعارضة للسادات فيالسبعينيات. تخرّج في قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام 1977، ثُمّ حصل علي الماجستير في موضوع "إعلام الوطن العربي".هو وكيل مؤسسي حزب الكرامة السابق ورئيس تحرير صحيفة الحزب والتي تحمل نفس الاسم.
سيرة ذاتية
النشأة والطفولة
- ولد حمدين عبد العاطي صباحي في الخامس من شهر يوليو عام 1954 بمدينة بلطيم محافظة كفر الشيخ، لأب وأم ينتميان للأغلبية الساحقة من المصريين البسطاء فقد كان والده الحاج عبد العاطي صباحي فلاحا مصريا شريفا صلبا حكيما .
التحق حمدين بمدرسة الصديق الابتدائية، ترعرع وسط الفلاحين والصيادين في بلطيم فنما داخله حس شعبي يؤمن بالناس وينتمي لهم، وشاهد استفادة الفقراء والبسطاء من منجزات ثورة يوليو فتكونت لديه قناعات فكرية وانحيازات اجتماعية ترسخت مع مرور الزمن وتجاربه .. عاصر مع بدء تفتح وعيه الأحلام الكبري للمرحلة الناصرية فحلق مع انجازاتها وتألم لانكساراتها .. وأثناء دراسته في المرحلة الثانوية تلقي مع الشعب المصري والعربي صدمة وفاة الزعيم جمال عبد الناصر عام 1970، بكاه كثيرا لكنه في ذات الوقت آثر أن يخلد ذكراه ويحافظ علي إنجازاته ويواصل مشروعه فكانت أولي خطواته بتأسيس رابطة الطلاب الناصريين في مدرسة الشهيد جلال الدين الدسوقي .. كان حمدين منذ صغره صاحب كاريزما مؤثرة وشخصية قيادية، وقد انتخبه زملائه رئيسا لاتحاد طلاب مدرسة بلطيم الثانوية .. كما كان حمدين مشروع فنان وأديب مبدع اكتشف موهبته مبكرا فكان أحيانا يكتب الشعر والقصص القصيرة بالاضافة لاهتمامه بالسينما والموسيقي والفن بشكل عام، وقد تنامت لديه هذه الموهبة والاهتمامات يوما بعد الآخر، لكن طغي عليها نضاله السياسي والوطني خاصة مع التحاقه بكلية الاعلام في أعقاب حصوله علي شهادة الثانوية العامة بتفوق واضح حيث كان الأول علي دفعته .
حمدين في الجامعة
مع التحاقه بكلية الاعلام جامعة القاهرة ازداد وعيحمدين صباحي السياسي والوطني، وشارك في المظاهرات الطلابية المطالبة ببدء الحرب ضد الاحتلال الصهيوني لسيناء، وفي أعقاب نصر أكتوبر 73 تأكد لدي حمدين ورفاقه في الجامعة أن السادات يقود ردة علي ثورة يوليو ومكتسباتها التي جناها الشعب المصري، فبدأوا في تأسيس نادي الفكر الناصري بجامعة القاهرة والذي نما وتوسع وتطور في جامعات مصر وصولا لتأسيس اتحاد أندية الفكر الناصري بجامعات مصر الذي كان أحد أهم المؤسسات الناصرية التي نقلت المشروع الناصري من موقع السلطة إلي موقع المعارضة الجماهيرية ضد السادات وسياساته .. نسج صباحي علاقات منفتحة وايجابية مع كافة القوي الطلابية الممثلة لمختلف التيارات السياسية المختلفة، وبهذه الروح المتمسكة بثوابت المشروع الناصري والمنفتحة في ذات الوقت علي الحوار والعمل المشترك مع مختلف القوي الطلابية، برز اسم حمدين كقيادة طلابية وطنية تحظي بقبول واسع واحترام شديد لدي جموع الطلاب، وبدا ذلك واضحا في انتخابه رئيسا لاتحاد طلاب كلية الاعلام (1975 – 1976) وتصعيده نائبا لرئيس الاتحاد العام لطلاب مصر (1975 – 1977) .. وقد لعب حمدين من خلال تلك المواقع القيادية أدوارا هامة ومؤثرة، فقد كان حريصا علي أن تكون جريدة "الطلاب" التي كان يرأس تحريرها صوتا معبرا عن الحركة الطلابية الوطنية بمختلف انتماءاتها وتوجهاتها، كما ساهم بدور بارز في حشد جهود الحركة الطلابية للضغط من أجل إصدار لائحة طلابية ديمقراطية، وهو ما نجحوا فيه بإصدار قرار جمهوري يرضخ لإرادة الطلاب بإعمال لائحة 1976 الطلابية . وفي عام 1977 وفي أعقاب الانتفاضة الشعبية ضد غلاء الأسعار والغاء الدعم، حاول أنور السادات امتصاص حالة الغضب الشعبي بعقد مجموعة من اللقاءات المباشرة مع فئات مختلفة من المجتمع، وفي هذا الإطار جاء لقائه الشهير مع إتحاد طلاب مصر والذي قاد فيهحمدين صباحي المواجهة مع السادات، فقد تحدث فيه بوضوح عن انتقاداته لسياسات السادات الإقتصادية والفساد الحكومي المستشري بالاضافة لموقف السادات من قضية العلاقات مع العدو الصهيوني في أعقاب حرب أكتوبر .. كان حمدين في تلك المواجهة صلبا شجاعا جريئا أمام رئيس الجمهورية وقتها، وازدادت شعبية حمدين واحترامه في أعقاب ذلك اللقاء الذي دفع ثمن موقفه فيه لاحقا .
حمدين والنضال في الشارع
تخرجحمدين صباحي من كلية الاعلام عام 1976، وواجه صعوبات وعوائق عديدة أثناء بحثه عن فرصة للعمل في الصحافة أو التليفزيون أو الجامعة، فقد كانت هناك تعليمات واضحة بالتضييق عليه ومنعه من الحصول علي أي فرصة عمل حكومية ردا علي موقفه في المواجهة مع السادات، وأبي حمدين أن يخضع للسلطة أو يقدم أي إلتماسات لها أو يتراجع عن موقفه وقناعاته .. في تلك الفترة رفض حمدين السفر للعمل في الخارج، والتحق بجريدتي صوت العرب والموقف العربي مع الأستاذ عبد العظيم مناف، وكانت تلك الصحف صوت التيار الناصري في مصر في ذلك الوقت، كما استمر تواصل حمدين ورفاقه مع طلاب اتحاد اندية الفكر الناصري ، وصاغوا عام 1979 أحد أهم الوثائق الناصرية وهي "وثيقة الزقازيق" التي بلورت رؤية جيل الشباب الناصري وموقفهم من سياسات السادات .. وفي عام 1981 وقبل اغتيال السادات بأسابيع قليلة جاءت موجة اعتقالات سبتمبر ضد قيادات ورموز الحركة الوطنية المعارضة للسادات، وكان طبيعيا أن يكونحمدين صباحي بين قائمة المعتقلين، وفي تجربة الاعتقال السياسي الأولي له كان حمدين أصغر المعتقلين سنا بين مجموعة من القامات والرموز الوطنية . وفي أعقاب تلك التجربة خرج حمدين ليواصل مسيرة نضاله، فعلي المستوي العلمي اجتهد حمدين في اعداد رسالة الماجستير في الصحافة ونجح في الحصول عليها من كلية الاعلام عام 1985، كما شرع مع مجموعة من رفاقه في تأسيس مركز إعلام الوطن العربي (صاعد) وكان بمثابة مركزا لتجمع الشباب والطلاب الناصريين بالاضافة لدوره في تدريب أعداد كبيرة من شباب الصحفيين وقتها الذين صاروا الآن نجوما لامعة في عالم الصحافة، فضلا عن إنتاج العديد من الأفلام والبرامج الثقافية والفنية . وفي نفس المرحلة انضم حمدين إلي تجربة تأسيس الحزب الاشتراكي العربي مع المناضل فريد عبد الكريم، وانخرط مع رفاقه في بناء قواعد جماهيرية للحزب الذي كان تعبيرا عن حلم الناصريين بكيان تنظيمي يجمعهم وينظم جهودهم. وفي عام 1987 جاءت قضية تنظيم ثورة مصر بقيادة المناضل محمود نور الدين الذي قام مع مجموعة من رفاقه بعمليات اغتيال لعناصر صهيونية، وجري إعتقالحمدين صباحي علي خلفية تلك القضية واتهامه بأنه أحد قيادات الجناح السياسي لتنظيم ثورة مصر المسلح . وفي عام 1990 ومع بدء الحرب علي العراق بمشاركة قوات مصرية وعربية علي خلفية غزو الكويت، اندلعت انتفاضة الشارع المصري وفي القلب منه الحركة الطلابية وعلي رأسها اتحاد أندية الفكر الناصري، وكان حمدين من قادة تلك المظاهرات الغاضبة وجري اعتقاله علي أثرها، ثم وفي عام 1993 وعقب القائه خطبة سياسية داخل جامعة القاهرة انطلقت مظاهرات طلابية حاشدة فجري تدبير محاولة أمنية غادرة لاغتيال حمدين في مطاردة بالسيارات لكنه نجا بحمد الله عز وجل، فلفقت له السلطة تهمة مقاومة السلطات والشروع في قتل ضابط وهي التهمة التي برأه منها قضاء مصر الشامخ . وأثناء ذلك النضال الوطني والسياسي المتواصل، كان حلم تأسيس حزبا ناصريا يلح علي ذهنحمدين صباحي وكل جيله من الناصريين، فساهموا في تأسيس الحزب العربي الديمقراطي الناصري مع الأستاذ ضياء الدين داود، وحصل علي حكم قضائي بتأسيه عام 1992 ليبدأ حمدين ورفاقه جهدا واسعا في بناء قواعد الحزب وهياكله التنظيمية ووجوده الجماهيري .
حمدين ومعركتي الانتخابات البرلمانية والفلاحين
في وسط كل ذلك النضال لم يكنحمدين صباحي بعيدا عن مشاكل أهله وناسه في بلطيم، ومع تأسيس الحزب الناصري وتصاعد شعبية حمدين جري التفكير في أن يخوض الانتخابات البرلمانية علي مقعد مجلس الشعب عن دائرة البرلس والحامول، وبالفعل خاض حمدين إنتخابات مجلس الشعب لأول مرة عام 1995 .. وحظي ذلك القرار بتأييد شعبي حقيقي بين أهالي الدائرة، وجاءت ترجمته واضحة في معركة شعبية مشهودة ضد محاولات السلطة لاسقاط حمدين بكل الوسائل، ووصل الأمر لاستشهاد الحاجة فتحية والحاجة لطيفة بسبب العنف الأمني ضد أنصارحمدين صباحي .. كان ثمن اسقاط حمدين في تلك المعركة فادحا لكنها أثبتت أن حمدين ليس مجرد مناضل سياسي نخبوي وإنما قائد شعبي حقيقي له مؤيديه وجماهيره. وفي عام 1997 جاء قانون العلاقة بين المالك والمستأجر الذي سعت السلطة من خلاله لانتزاع الاراضي الزراعية من الفلاحين وإعادتها للإقطاعيين الجدد، وبرزحمدين صباحي في تلك المعركة قائدا لنضال الفلاحين السياسي والاعلامي والقانوني، ووصل الأمر لاعتصام الفلاحين في أراضيهم ورفضهم تنفيذ قرارات السلطة بنزع ملكية أراضيهم .. وأمام هذا الصمود الأسطوري قامت السلطة باعتقال حمدين باعتباره قائد تلك المعركة وفي هذه المرة جري تعذيب حمدين في سجون النظام، لكنه خرج مرة أخري أكثر إصرارا علي مواجهة سياسات النظام وأكثر ايمانا بمبادئه وأفكاره وأكثر يقينا في قدرة الشعب المصري علي المقاومة وإنتزاع حقوقه .
حمدين ومشروع الكرامة
بعد معركة الفلاحين، وعقب خروج حمدين وعدد كبير من رفاقه وجيله من الحزب الناصري بسبب الخلافات الداخلية في الحزب، ومع مشاركة حمدين الدائمة في تأسيس عدد من اللجان الجبهوية والشعبية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع، بالاضافة للعديد من قوافل الدعم للشعب العراقي المحاصر والشعب الفلسطيني المحتل، بدأ حمدين ورفاقه في التفكير في تأسيس صيغة تنظيمية جديدة، تستفيد من حصاد تجاربهم وخبراتهم السابقة وتحاول تجاوز السلبيات وعلاجها .. ومن هنا جاءت فكرة تأسيس حزب الكرامة، فقد آمنحمدين صباحي بضرورة وجود كيان تنظيمي يحشد الطاقات ويجمع الجهود وينسق المهام ويوزع المسئوليات، كما أيقن بوجود الكثير من المشتركات بين كافة إتجاهات القوي الوطنية، وتوصلوا إلي أن مهمة التغيير الجذري في مصر لا يمكن لتيار أو فصيل سياسي أن ينهض بها منفردا .. ومن هنا جاء "نداء الكرامة" كبداية لمشروع حزبي جديد ينطلق من ثوابت المشروع الناصري الجوهرية ويسعي لتجاوز الخلافات التاريخية بين التيارات السياسية في مصر ويبحث عن نقاط التوافق كحد أدني مشترك بين أطياف الحركة الوطنية وينادي بتحالف وطني جامع كنقطة بدء لتشكيل حركة شعبية قادرة علي التغيير .. كما بادر حمدين ورفاقه في مشروع الكرامة بمراجعات سياسية وفكرية وإعادة قراءة لتجربة جمال عبد الناصر وقدموا نقدا بناءا لبعض السلبيات التي وقعت خلال المرحلة الناصرية من موقع الانتماء للمشروع والايمان بثوابته وقدموا تطويرا للخطاب الناصري في ثوبه الوطني الأعمق . وكانت الكرامة أول من طرح فكرة العصيان المدني في مصر كنموذج شعبي للتغيير السلمي الديمقراطي. وبالفعل تقدمحمدين صباحي الذي تم اختياره كوكيل لمؤسسي حزب حركة الكرامة بطلب لتأسيس الحزب إلي لجنة شئون الأحزاب وفقا للقانون، وكان طبيعيا أن ترفضه اللجنة التي تمثل أداة للنظام في تقييد تأسيس الأحزاب، كانت المرة الأولي عام 1999 ثم كرر مؤسسي حزب الكرامة العربية المحاولة عام 2002 وتكرر الرفض، فتأكد فهم مؤسسي وأعضاء حزب الكرامة علي أن شرعيتهم الحقيقية مكتسبة من وجودهم في الشارع ودورهم في القضايا الوطنية والقومية والجماهيرية، وأن الشرعية هي شرعية الناس لا رخصة لجنة الأحزاب .. وبهذا الفهم استمر حزب الكرامة في بناء قواعده وهياكله ولعب دورا بارزا في إطار الحركة الوطنية المصرية في كافة القضايا والمواقف والأحداث .. وفي المؤتمر الأخير لحزب الكرامة في نوفمبر 2009 بادرحمدين صباحي للتنازل الطوعي عن موقعه كوكيل مؤسسي وقام المؤتمر بانتخاب وكيل مؤسسين ومنسق عام ولجنة تنسيق مركزية جديدة وفقا للائحة الحزب الديمقراطية في ممارسة تفتقدها الكثير من الأحزاب في مصر .
حمدين نائب الشعب
كانت معركة انتخابات 1995 تعميدا بالدم لحمدين كنائب عن أهالي البرلس والحامول، وكانت معركة انتخابات مجلس الشعب 2000 هي التتويج الرسمي والقانوني له كنائب في مجلس الشعب، تكررت محاولات السلطة لاسقاط حمدين لكن إرادة الجماهير هذه المرة كانت أقوي ونجحوا في فرض حمدين علي النظام نائبا عنهم ومعبرا عن أحلامهم وأشواقهم وطموحاتهم ... ولم يتوانيحمدين صباحي لحظة في دورته الأولي كنائب برلماني (2000 – 2005 ) عن أداء واجبه كنائب عن كل الشعب لا عن دائرته فقط . فعلي المستوي المحلي شعر الناس في بلطيم والبرلس والحامول لأول مرة منذ سنوات بعيدة بإنجازات حقيقية سواء علي مستوي الخدمات لأهالي الدائرة أو علي مستوي المشروعات التي بدأت تتم فيها.... ومع ذلك لم يكن حمدين لينسي دوره الرقابي والتشريعي كنائب برلماني، فخاض حمدين معارك برلمانية عديدة تحت قبة المجلس ضد النظام وحكومته وسياسات وقوانين تنحاز لقلة تمثل تحالف الثروة والسلطة، وانحاز لمصالح أغلبية الشعب المصري، رفض علي الدوام بيان الحكومة المعبر عن سياساتها الفاشلة، وعارض في كل مرة تجديد قانون الطوارئ، وطالب مرارا بإطلاق الحريات العامة، وقدم عشرات الاستجوابات ومئات طلبات الاحاطة ضد الحكومة ووزرائها ومسئوليها، كما تصدي لوقائع فساد متعددة وقدم العشرات من مشروعات القوانين المتنوعة والمنحازة لمصالح الناس، ولعب دورا هاما كنائب برلماني في الدفاع عن حرية الصحافة والصحفيين خاصة أنه في ذلك الوقت كان عضوا في نقابة الصحفيين منتخبا من الجمعية العمومية للنقابة عام 1999 . حاز حمدين علي إعجاب واحترام الجميع، الخصوم قبل المؤيدين، لأدائه البرلماني المعارض المحترم، والأهم أن كونه عضوا في مجلس الشعب لم يبعده عن النضال الوطني والسياسي اليومي فكان في قلب المظاهرات الشعبية المؤيدة للانتفاضة الفلسطينية عام 2000، وكان علي رأس العديد من قوافل الاغاثة والدعم للشعب الفلسطيني .. كما كان حاضرا دوما في كافة المؤتمرات والفعاليات السياسية والوطنية في مختلف المناسبات في مصر وفي مختلف أقطار الوطن العربي سواء باعتباره عضوا في العديد من المنظمات السياسية القومية مثل المؤتمر القومي العربي الذي شغل عضوية مجلس أمنائه عام 1999 . في عام 2003 – ومع التهديد الأمريكي المتواصل بغزو العراق – كان صباحي الوجه الأبرز في مصر الذي دعا لمقاومة شعبية ضد أمريكا في حالة عدوانها علي العراق وإلي حصار السفارة الأمريكية في القاهرة في حالة عدم فتح باب التطوع للإنضمام للمقاومة الشعبية في العراق . كذلك كانحمدين صباحيمن مؤسسي الحملة الدولية لمناهضة العولمة والهيمنة الأمريكية والاحتلال الصهيوني والتي عقدت مؤتمرها السنوي الأول في القاهرة بحضور مئات النشطاء السياسيين من مصر والوطن العربي ومن كل أنحاء العالم سعيا لعالم أكثر عدالة وعلاقات دولية أكثر احتراما لحق الشعوب في الاستقلال والحرية، نظمت الحملة الدولية العشرات من الفعاليات في مختلف دول العالم وكانحمدين صباحي حاضرا في معظمها باعتباره من قيادات الحملة، وكان خطاب صباحي دائما واضحا - في الخارج كما في الداخل- مناهضا للسياسات الأمريكية الظالمة ومفرقا بين الادارة الأمريكية والشعب الأمريكي وشرفائه الذين يناهضون تلك السياسات المتعجرفة المنحازة للكيان الصهيوني داعمل لحق الشعب العربي في العراق وفلسطين ولبنان في المقاومة المشروعة بكل السبل ضد الاحتلال رافضا الاعتراف بشرعية دولة الكيان الصهيوني ومؤمنا بعروبة فلسطين من النهر إلي البحر .
تلك كانت دائما مواقفحمدين صباحي .. لذا كان من الطبيعي عند انطلاق أول صاروخ أمريكي ضد العراق في مارس 2003 أن يكون صباحي من أوائل الموجات الجماهيرية التي اندفعت إلي ميدان التحرير في انتفاضة شعبية ضد غزو العراق امتدت إلي جميع محافظات وجامعات مصر .
ومع تصاعد رد الفعل الشعبي الغاضب ضد غزو العراق وضد موقف النظام المصري المتخاذل والمتواطئ مع العدوان، أسقط النظام المصري وأجهزته الأمنية أي محاذير سياسية أو قيود قانونية ومارس حملة اعتداءات واسعة ضد المتظاهرين وجرت موجة اعتقالات للنشطاء ووصل الأمر للاعتداء عليحمدين صباحي واعتقاله رغم تمتعه بالحصانة البرلمانية.
حمدين في قلب الحراك السياسي والاجتماعي في مصر
لم يكن سقوط بغداد في أبريل 2003 مجرد يوما حزينا ومريرا علي الشعب المصري فحسب بل كان ناقوس خطر يؤكد بأن حرية الوطن مرهونة بحرية المواطن وأن دعم المقاومة ضد الاحتلال يبدأ بتحرير مصر من نظام حكم مستبد وسياساته المستمرة في نهب وافقار وقمع وتهميش الشعب المصري منذ مايزيد علي 30 عاما . كانت تلك القناعات تتأكد يوما بعد يوم وعلي مر الأعوام حتي ازدادت رسوخا لدي قطاعات واسعة من نخبة الحركة الوطنية المصرية وأصبح من الضروري صياغة " حركة وطنية شعبية" تناضل من أجل التغيير، ومن هنا كان ميلاد "حركة كفاية" التي تأسست مع غروب عام 2004 وكانحمدين صباحي واحدا من مؤسسيها وقادتها . لعبت "حركة كفاية" دورا هاما ومحوريا في كسر حاجز الخوف وتجاوز الخطوط الحمراء في الكثير من قضايا الوطن، وجاء ذلك متسقا تماما مع أفكارحمدين صباحي ورفاقه وطموحاتهم فلعبوا دورا قياديا ومؤثرا في حركة كفاية . وهل عام 2005 ليكون عام الحراك السياسي في مصر من أجل التغيير، ومع ازدياد الضفوط الداخلية والخارجية علي النظام المصري كانت مفاجأة تعديل الدستور بالشكل الذي بدا وكأنه قد فصل خصيصا ليتناسب مع سطوة النظام واستمراره، فكانحمدين صباحي واحدا من القيادات الوطنية التي هبت رافضة تلك التعديلات، وعمل حمدين بكل طاقته علي إظهار عوار تلك التعديلات داخل مجلس الشعب وخارجه، وتصاعدت موجة المعارضة للنظام وسياسات التمديد والتوريث، كما تصاعدت موجات معارضة من قطاعات جديدة في العمل السياسي كأساتذة الجامعات والقضاة والمهندسين والصيادلة وغيرهم .. وكان حمدين دائما في قلب كل ذلك الحراك متفاعلا مع انتفاضة القضاة وداعما لمطالبهم بالاستقلال خاصة بعد دورهم في فضح التزوير الذي حدث في لجان الانتخابات البرلمانية عام 2005 التي خاضهاحمدين صباحيفي إطار القائمة الوطنية لمرشحي التغيير، وجاءت تلك الانتخابات واحدة من أهم معاركحمدين صباحي الباسلة التي ضرب فيها أهالي دائرته نموذجا للمقاومة المدنية السلمية ضد ممارسات النظام القمعية لإسقاط صباحي فابتكر الأهالي أساليب بسيطة لتجاوز حصار الشرطة للجان الانتخاب، وسهروا علي حراسة صناديق الانتخابات، وكانت مأساة تلك الانتخابات سقوط الشهيد جمعة الزفتاوي برصاص الشرطة المصرية بالاضافة إلي عشرات الجرحي الذين أصيبوا دفاعا عن حقهم في الحفاظ علي مقعد برلماني ينحاز لمصالحهم ويعبر عنهم . وبفضل الشهيد جمعة الزفتاوي واستبسال أهالي بلطيم والبرلس والحامول انتصرحمدين صباحي في تلك المعركة .. بل انتصر أهالي بلطيم والبرلس والحامول في فرض إرادتهم للمرة الثانية فكان نائبهم في مجلس الشعب للدورة من 2005 – 2010 هو حمدين صباحي .
واصل صباحي دوره البرلماني الرقابي والتشريعي في مجلس الشعب فكان أول نائب برلماني ينجح في إثارة قضية تصدير الغاز المصري للكيان الصهيوني داخل البرلمان، كما كان من قادة المعارضة الوطنية والشعبية الجارفة ضد بناء جدار عازل علي حدود مصر مع فلسطين، واستمر يمارس دوره السياسي والنضالي مع حركة كفاية وحزب الكرامة وحركات أساتذة الجامعات واستقلال القضاة وحركات التغيير النقابية والمهنية . أما عن دوره القومي فقد ظل صباحي يدعم حزب الله والمقاومة اللبنانية في حرب 2006 ضد الاحتلال الصهيوني للجنوب اللبناني حتي النصر، كما كان داعما لحركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني رافضا حصار غزة مطالبا بفتح معبر رفح . وفي عام 2008 كانحمدين صباحي أول نائب برلماني وسياسي مصري يدخل غزة في أعقاب كسر الحصار وفتح الحدود بفضل صمود وإصرار الشعب الفلسطيني ليستقل سيارته مع صحبة من رجال العمل الوطني في الثالثة فجرا فور علمه بكسر الحصار ليلتقي بقيادات المقاومة الفلسطينية الباسلة ويقدم لهم الدعم المعنوي والتأييد الشعبي المصري لحقهم في المقاومة ورفض الحصار . بالاضافة لكل تلك المواقف النضالية أضافحمدين صباحي بعدا هاما لدوره السياسي والبرلماني، متفاعلا مع الحراك الاجتماعي المتصاعد في السنوات الأخيرة، فكان حمدين في قلب أحداث انتفاضة العطش في البرلس ومع عمال المحلة مؤيدا مطالبهم في إضراب 6 أبريل، داعما لنضال واعتصام موظفي الضرائب العقارية وحقهم في نقابة مستقلة، منتصرا لمطالب وحقوق عمال شركة طنطا للكتان وعمال آمنسيتو وسالمكو، كما سعي لحل مشكلة أهالي طوسون، متابعا ومستقبلا للصيادين المصريين المختطفين عقب تحرير أنفسهم وعودتهم، مدافعا جسورا عن مطلب الحد الأدني للأجور لموظفي وعمال مصر، ومتضامنا مع كل مظاهرة أو اعتصام لعمال أو موظفين أو مواطنين يرفعون صوتهم للمطالبة بحقوقهم .
حمدين صباحي المؤمن بالشعب
الشعب هو القائد والمعلم الخالد أبدا كان ذلك الشعار الذي طرحه جمال عبد الناصر هو اليقين الثابت لديحمدين صباحي دائما، ورغم أن الكثيرين من حوله كانوا يرون أنه شعار مضي زمانه ولم يعد محل قناعة ويقين مع التغيرات الجذرية التي أصابت المجتمع المصري إلا أن حمدين ظل دائما يضع تلك القناع نصب عينيه وفي كل ممارساته وتحركاته، كان اليقين بالشعب والإيمان بقدرته علي الثورة والتغيير هو المحرك الرئيسي دائما لصباحي، وعندما جاءت انتخابات مجلس الشعب 2010 ورغم قناعته الشخصية بمقاطعة تلك الانتخابات وعدم خوضها إلا أنه أمام إصرار جماهير دائرته علي خوض الانتخابات قرر الاستجابة لهم والإلتزام بقرارهم، وجري التزوير الفج والواضح ضده في تلك الإنتخابات التي أدارها أحمد عز بشكل مباشر لاسقاط صباحي لدوره البارز في معارضة التوريث وطرحه كمرشح محتمل للرئاسة يهدد عرش سلطة الاستبداد والنهب والتبعية .. رفض حمدين في تلك الإنتخابات أن تتكرر مواجهات العنف بين أنصاره وبين أجهزة الأمن والشرطة والمزورين، وقرر الانسحاب من الانتخابات المزورة أثناء اليوم الإنتخابي حفاظا علي موقفه السياسي والوطني وحماية لأهله وأنصاره من أي مواجهات قد تسقط مصابين أو شهداء جدد في معاركه ضد السلطة . ومع إنتهاء الإنتخابات المزورة التي أسقطت كل الرموز الوطنية والمعارضة ساهم صباحي مع النواب الشرفاء من مختلف القوي الوطنية في تأسيس البرلمان الشعبي كأداة للحركة الوطنية في مواجهة التزوير والاستبداد . ومع بدء عام 2011 توالت الأحداث وتسارعت لتكتب نهاية النظام، فكان حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية الذي أدانه صباحيوشارك في المظاهرات ضده وبادر للدعوة لبناء كنيسة تخلد ذكري شهداء تلك الجريمة بأموال المصريين موقنا أن شعب مصر لا يمكن أن يسمح للفتنة الطائفية أن تهدم وحدته الوطنية .. ثم جاءت ثورة الشعب التونسي لتجدد وتؤكد يقين حمدين صباحي في قدرة الشعب علي التغيير وكان ندائه (مبروك يا تونس وعقبال مصر)، وهتافه أمام السفارة التونسية بالقاهرة (إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر) .. ثم جاءت الدعوة لمظاهرات 25 يناير التي استجاب لها صباحي فورا وشارك في الدعوة لها وقاد مظاهرة أهله في بلطيم في ذلك اليوم المجيد ثم قرر العودة إلي القاهرة فورا مع تصاعد الأحداث يومي 26 و27، وقاد مظاهرات الغضب في يوم 28 انطلاقا من مسجد مصطفي محمود بالمهندسين، ومع بدء الاعتصام في ميدان التحرير والذي استمر لمدة 18 يوم أيقن حمدين أن النصر قريب وسلم راية القيادة تماما للشعب ومطالبه وأهداف ثورته، ولم يرغب في الظهور السياسي والإعلامي واكتفي بتبني أهداف الثورة كاملة في كل تصريحاته واجتماعاته وجلساته، ورفض التورط في حوارات ما قبل تنحي مبارك ملتزما برأي الجماهير الثائرة . اتسق حمدين تماما في تلك الأيام الثمانية عشر الخالدة مع ذاته ومع قناعاته، كان كثيرا ما يرفض الأحاديث الإعلامية، بل ورفض أحيانا التواجد في ميدان التحرير عندما كان يستشعر أن ذلك سيجعله يبدو وكأنه يسعي لدور أو قيادة، وكان بين اليوم والآخر يذهب إلي ميدان التحرير ليشارك الثوار ويتواجد في كل المظاهرات المليونية التي تمت في تلك الأيام .. وفي يوم الجمعة 11 فبراير تواجد صباحي في ميدان التحرير قبل ساعات من خطاب التنحي وانطلق فور انتهاء الخطاب يحتفل مع جماهير الشعب المصري ويهتف في قلب الميدان (الشعب يريد بناء النظام) .
حمدين صباحي المرشح للرئاسة
هذا هو حمدين صباحي الذي طرحناه كمرشح شعبي لرئاسة مصر منذ أكثر من عام ونصف رغم كل العقبات والمصاعب التي كانت تواجه تلك الفكرة، والذي نتمسك به الآن مرشحا رسميا للانتخابات الرئاسية المقبلة، هذا هو حمدين صباحي صاحب تلك المسيرة النضالية والمواقف الوطنية التي لاتكفي تلك الوريقات للحديث عنها كلها هذا هو حمدين صباحي ابن الفلاحين المنتمي للغالبية لعظمي من الشعب المصري المنحاز لمصالحهم والمدافع عن حقوقهم والمؤمن بقدرتهم علي التغيير والنصر . هذا هو حمدين صباحيالذي نقدمه مرشحا لرئاسة مصر لأنه مناضل ضحي بالكثير ودفع ثمن مواقفه راضيا وقانعا مؤمنا بمبادئه وأفكاره رافضا التخلي أو التنازل عنها . هذا هو حمدين صباحي الذي نقدمه مرشحا لرئاسة مصر ليعمل علي إقامة نظام ديمقراطي حقيقي ويكفل حق المشاركة السياسية والعامة لكل مواطن مصري ليضمن التوزيع العادل لثروة مصر علي شعبها ويوفر أجرا كريما وفرصة عمل ومسكن ملائم لكل مواطن، ليوفر عوامل نهضة حقيقية في مجالات التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا، ليرد حقوق العمال والفلاحين والموظفين والمهنيين، ليستعيد لمصر عزتها وكرامتها وإرادتها الحرة المستقلة وينهي سياسات التبعية والذل والانبطاح . هذا هو حمدين صباحي وهذه هي سيرته وتلك هي مواقفه .. لذلك فهو مرشحنا للرئاسة الذي يؤمن تماما ونؤمن معه أن الشعب هو القائد والمعلم وهو وحده القادر علي التغيير وصاحب المصلحة فيه
««لابد أن أعبر عن حزني الشديد من الحكم علي شرفاء الوطن بتلك الأحكام المغلَّظة، في حين يتم ترك "الحرامية" والمتاجرين بأقوات ومصائر المواطنين، يتمتعون بما ينهبون دون مساءلة من أحد
- إن تلك الأحكام العسكرية هي أحكامٌ ظالمةٌ وغيرُ إنسانية وغيرُ قانونية؛ لأنها صادرةٌ عن محكمة استثنائية فاقدة للشرعية، وأعتقد أن النظام الحاكم يحاول بكافة الطرق استفزاز الإخوان للخروج عن منهجهم والزجّ بهم في صراع علي السلطة بدلاً من الصراع حول الشرعية والقانون
- وتلك الأحكام تدخل ضمن قائمة طويلة من الأساليب الكثيرة التي يعتمد عليها النظام لإبعاد وإقصاء الإخوان عن الساحة السياسية المصرية، وأدعو الشرفاء من أبناء هذا الوطن إلي أن يقاوموا الفساد الذي استشري في أوصال الدولة، من خلال مقاومة سياسية شرعية ونضال دستوري علي أسس قانونية، وإلا سيكون مصيرهم أسوأ مما يتوقَّعون، وعليهم أن يتذكَّروا دومًا المثل القائل "أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض"!» (منتقرير المعارضة المستباحة)»